مدونة ياسر ترحب بزواره الكرام

الجزيرة اخر الاخبار

اخر الاخبار

القسم الاسلامي

اسباب الخشوع فى الصلاه هام لكل مسلم

ان الصلاه هى الركن الركين والحصن الحصين وهى الركن الثانى من اركان هذا الدين من اقامها اقام الدين ومن هدمها هدم الدين هى الفرق بين الحق والباطل وبها وبالمحافظة عليها يعرف ويرتفع اولياء الرحمن وبتركها والتكاسل عنها يعرف اولياء الشيطان بها يعرف المؤمن من المنافق وهى علامه على صحة الامه وحال اتباعها فان اقاموها وحافظوا عليها واعلوا شأنها ارتفعت الامه فوق رقاب اعدائها وان تركوها وتهاونوا وتكاسلوا عن ادائها يطمع فى الامة اعدائها لعلمهم بقلة الخير فى الامه عند تركها هى اخر ما وصى به النبى عليه الصلاة والسلام قبل موته كان يقول الصلاه وما ملكت ايمانكم هى صلة بين العبد وربه فمن اراد ان يناجى ربه سارع بالوقوف بين يديه وهى اول ما يحاسب عليه المرء فى يوم القيامه ان صلحت صلح العمل كله وان فسدت فسد سائر العمل وان اول ما يرفع من هذه الامه هو الخشوع فى الصلاه لذلك احببت ان انقل هذا الكلام الطيب من كلام اهل العلم لكل اخ واخت لينتفع به المسلمون وهو كلام طيب عن اسباب الخشوع فى الصلاه وهى اسباب سهله يسيره لمن سعى اليها ووفقه الله جعلنا الله واياكم ممن يخشون فى صلاتهم
أولاً: الحرص على ما يجلب الخشوع ويقويه:
1- الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها: ويحصل ذلك بأمور منها الترديد مع المؤذن والإتيان بالدعاء المشروع بعده ، والدعاء بين الأذان والإقامة، وإحسان الوضوء والتسمية قبله والذكر والدعاء بعده. والاعتناء بالسواك وأخذ الزينة باللباس الحسن النظيف، و التبكير والمشي إلى المسجد بسكينة ووقار وانتظار الصلاة، وكذلك تسوية الصفوف والتراص فيها .
2- الطمأنينة في الصلاة: كان النبي يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.
3- تذكر الموت في الصلاة: لقوله : { اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريّ أن يحسن صلاته، وصلّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها }.
4- تدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها: ولا يحصل التدبر إلا بالعلم بمعنى ما يقرأ فيستطيع التفكّر فينتج الدمع والتأثر قال الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً [الفرقان:73].
* و مما يعين على التدبر التفاعل مع الآيات بالتسبيح عند المرور بآيات التسبيح و التعوذ عند المرور بآيات التعوذ..وهكذا.
* ومن التجاوب مع الآيات التأمين بعد الفاتحة وفيه أجر عظيم، قال رسول الله : { إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنُوا فإنه مَن وافق تأمِينُهُ تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه البخاري]، وكذلك التجاوب مع الإمام في قوله سمع الله لمن حمده، فيقول المأموم: ربنا ولك الحمد وفيه أجر عظيم أيضا.
5- أن يقطّع قراءته آيةً آية: وذلك أدعى للفهم والتدبر وهي سنة النبي ، فكانت قراءته مفسرة حرفا حرفا.
6- ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها: لقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [المزمل:4]، ولقوله : { زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا } [أخرجه الحاكم].
7- أن يعلم أن الله يُجيبه في صلاته: قال : { قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجّدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل }.
8- الصلاة إلى سترة والدنو منها: من الأمور المفيدة لتحصيل الخشوع في الصلاة الاهتمام بالسترة والصلاة إليها، وللدنو من السترة فوائد منها:
* كف البصر عما وراءه، و منع من يجتاز بقربه... و منع الشيطان من المرور أو التعرض لإفساد الصلاة قال عليه الصلاة والسلام: { إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها حتى لا يقطع الشيطان عليه صلاته } [رواه أبو داود].
9- وضع اليمنى على اليسرى على الصّدر: كان النبي إذا قام في الصلاة وضع يده اليمنى على اليسرى و كان يضعهما على الصدر ، و الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع.
10- النظر إلى موضع السجود: لما ورد عن عائشة أن رسول الله إذا صلى طأطأ رأسه و رمى ببصره نحو الأرض، أما إذا جلس للتشهد فإنه ينظر إلى أصبعه المشيرة وهو يحركها كما صح عنه .
11- تحريك السبابة: قال النبي : { لهي أشد على الشيطان من الحديد }، و الإشارة بالسبابة تذكّر العبد بوحدانية الله تعالى والإخلاص في العبادة وهذا أعظم شيء يكرهه الشيطان نعوذ بالله منه.
12- التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة: وهذا يُشعر المصلي بتجدد المعاني، ويفيده ورود المضامين المتعددة للآيات والأذكار فالتنويع من السنّة وأكمل في الخشوع.
13- أن يأتي بسجود التلاوة إذا مرّ بموضعه: قال تعالى: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً [الإسراء:109]، وقال تعالى: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً [مريم:58]، قال رسول الله : { إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار } [رواه مسلم].
14- الاستعاذة بالله من الشيطان: الشيطان عدو لنا ومن عداوته قيامه بالوسوسة للمصلي كي يذهب خشوعه ويلبِّس عليه صلاته. و الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى، أراد قطع الطريق عليه، فينبغي للعبد أن يثبت و يصبر، ويلازم ماهو فيه من الذكر و الصلاة و لا يضجر فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء:76].
15- التأمل في حال السلف في صلاتهم: كان علي بن أبي طالب إذا حضرت الصلاة يتزلزل و يتلون وجهه، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملتُها. و كان سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته.
16- معرفة مزايا الخشوع في الصلاة: ومنها قوله : { ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، و ذلك الدهر كله } [رواه مسلم].
17- الاجتهاد بالدعاء في مواضعه في الصلاة وخصوصا في السجود: قال تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً [الأعراف:55]، وقال نبينا الكريم: { أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء } [رواه مسلم].
18- الأذكار الواردة بعد الصلاة: فإنه مما يعين على تثبيت أثر الخشوع في القلب وما حصل من بركة الصلاة.
ثانياً: دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع وتكدِّر صفوه:
19- إزالة ما يشغل المصلي من المكان: عن أنس قال: كان قِرام ( ستر فيه نقش وقيل ثوب ملوّن ) لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي : { أميطي - أزيلي - عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي } [رواه البخاري].
20- أن لا يصلي في ثوب فيه نقوش أو كتابات أو ألوان أو تصاوير تشغل المصلي: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قام النبي الله يصلي في خميصة ذات أعلام - وهو كساء مخطط ومربّع - فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال: { اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة و أتوني بأنبجانيّه - وهي كساء ليس فيه تخطيط ولا تطريز ولا أعلام -، فإنها ألهتني آنفا في صلاتي } [رواه مسلم].
21- أن لا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه: قال : { لا صلاة بحضرة طعام } [رواه مسلم].
22- أن لا يصلي وهو حاقن أو حاقب: لاشكّ أن مما ينافي الخشوع أن يصلي الشخص وقد حصره البول أو الغائط، ولذلك نهى رسول الله أن يصلي الرجل و هو حاقن: أي الحابس البول، أوحاقب: و هو الحابس للغائط، قال اصلى الله عليه وسلم: { لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان } [صحيح مسلم]، وهذه المدافعة بلا ريب تذهب بالخشوع. ويشمل هذا الحكم أيضا مدافعة الريح.
23- أن لا يصلي وقد غلبه النّعاس: عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله : { إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقول } [رواه البخاري].
24- أن لا يصلي خلف المتحدث أو النائم: لأن النبي نهى عن ذلك فقال: { لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث } لأن المتحدث يلهي بحديثه، ويشغل المصلي عن صلاته.والنائم قد يبدو منه ما يلهي المصلي عن صلاته. فإذا أُمن ذلك فلا تُكره الصلاة خلف النائم والله أعلم.
25- عدم الانشغال بتسوية الحصى: روى البخاري رحمه الله تعالى عن معيقيب رضي الله عنه: { أن النبي قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال: إن كنت فاعلا فواحدة } والعلة في هذا النهي ؛ المحافظة على الخشوع ولئلا يكثر العمل في الصلاة. والأَولى إذا كان موضع سجوده يحتاج إلى تسوية فليسوه قبل الدخول في الصلاة.
26- عدم التشويش بالقراءة على الآخرين: قال رسول الله : { ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة } أو قال ( في الصلاة ) [رواه أبو داود].
27- ترك الالتفات في الصلاة: لحديث أبي ذر قال: قال رسول الله : { لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه } وقد سئل رسول الله عن الالتفات في الصلاة فقال: { اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد } [رواه البخاري].
28- عدم رفع البصر إلى السماء: وقد ورد النهي عن ذلك والوعيد على فعله في قوله : { إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء } [رواه أحمد]، واشتد نهي النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك حتى قال: { لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم } [رواه البخاري].
29- أن لا يبصق أمامه في الصلاة: لأنه مما ينافي الخشوع في الصلاة والأدب مع الله لقوله : { إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَل وجهه فإن الله قِبَل وجهه إذا صلى } [رواه البخاري].
30- مجاهدة التثاؤب في الصلاة: قال رسول الله : { إذا تثاءَب أحدُكم في الصلاة فليكظِم ما استطاع فإن الشيطان يدخل } [رواه مسلم].
31- عدم الاختصار في الصلاة: عن أبي هريرة قال: { نهى رسول الله عن الاختصار في الصلاة } والاختصار هو أن يضع يديه على الخصر.
32- ترك السدل في الصلاة: لما ورد أن رسول الله : { نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه } [رواه أبو داود] والسدل ؛ إرسال الثوب حتى يصيب الأرض.
33- ترك التشبه بالبهائم: فقد نهى رسول الله في الصلاة عن ثلاث: عن نقر الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان البعير، وإبطان البعير: يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا يُغير مناخه فيوطنه.
هذا ما تيسر ذكره من الأسباب الجالبة للخشوع لتحصيلها والأسباب المشغلة عنه لتلافيها.
والحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد
والان مع بعض الاسئله عن الخشوع فى الصلاه واجابات اهل العلم عنها
سئل احد اهل العلم عن اسباب الخشوع فى الصلاه فاجاب
عند البحث في أسباب الخشوع في الصلاة يتبين أنها تنقسم إلى قسمين :
الأول:
جلب ما يوجد الخشوع ويقويه ويكون بأمور منها :
(1) الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها . والإتيان إليها مبكراً .
(2) الطمأنينة في الصلاة :
( كان النبي صلى الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ) صححه الألباني
(3) تذكر الموت في الصلاة :
لقوله صلى الله عليه وسلم ((اذكر الموت في صلاتك ،فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته ،وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها )) السلسلة الصحيحة للألباني
(4) تدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها والتنويع فيها .
فيقول في الركوع ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) وفي السجود ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) و بين السجدتين ( اللهم اغفر لي وارحمني وأجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني )وغير ذلك …
(5) أن يقطع قراءته آية آية:
(كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية ) رواه أبو داود وصححه الألباني في الإرواء
(6) ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها :
قال تعالى (( ورتل القرآن ترتيلاً )).( وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها ) رواه مسلم
(7) أن يعلم أن الله يجيبه في صلاته .
جاء في الحديث (هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) رواه مسلم
(8) الصلاة إلى سترة والدنو منها :
قال صلى الله عليه وسلم ( إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) رواه أبو داود وهو في صحيح الجامع
(9) النظر إلى موضع السجود .
لما ورد عن عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلي طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الأرض ) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وقال الألباني هو كما قالا .إرواء الغليل

(10) وضع اليمنى على اليسرى على الصدر :
قال ابن حجر : قال العلماء : الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع . فتح الباري 2/224
(11) تحريك السبابة :
قال صلى الله عليه وسلم : ( لهي أشد على الشيطان من الحديد ) رواه أحمد بسند حسن
(12) الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن أبي العاص رضي الله عنه قال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً)
قال :ففعلت ذلك فأذهبه الله عني . رواه مسلم
(13) معرفة مزايا الخشوع في الصلاة :
قال صلى الله عليه وسلم ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله )رواه مسلم
(14) التأمل في حال السلف في صلاتهم .
كان ابن الزبير- رضي الله عنه - إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع .وكان بعضهم إذا كان في الصلاة لا يعرف من على يمينه وشماله .وكان شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله - إذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة
(15) الاجتهاد بالدعاء في موضعه في الصلاة وخصوصاً في السجود .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم





الثاني :
دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع وتكدر صفوه . ومنها :

(16) أن لا يصلي وهو بحضرة طعام يشتهيه ,وأن لا يصلي وهو حاقن أو حاقن :
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الأخبثان ) رواه مسلم

(17) ترك الالتفات في الصلاة :
لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت ، فإذا التفت انصرف عنه ) رواه أبو داود
والالتفات في الصلاة قسمان :
1- التفات القلب إلى غير الله . 2- التفات البصر . وكلاهما منهي عنه .
(18) عدم رفع البصر إلى السماء :
قال صلى الله عليه وسلم ( إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء أن يلتمع بصره ) رواه أحمد وهو في صحيح الجامع
(19) مجاهدة التثاؤب في الصلاة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل ) رواه مسلم
(20) ترك السدل في الصلاة :
لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه ) رواه أبو داود وهو في صحيح الجامع
. أسباب الخشوع في الصلاة للشيخ بن باز
ما هو السبب في عدم الخشوع في الصلاة؟ وكيف يتخلص الإنسان من ذلك؟

الله جل وعلا يقول: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ[1] والخشوع له أسباب، وعدمه له أسباب فللخشوع أسباب وهي: الخضوع بين يدي الله، وأن تذكر أنك واقف بين يديه سبحانه وتعالى، وقد ورد في الحديث الصحيح: ((إذا كبر أحدكم فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه))[2]، وفي لفظ آخر: ((إذا قام أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه))[3]، فالإنسان إذا دخل في الصلاة فإنه يناجي ربه فيتذكر هذا المقام العظيم، وأنه بين يدي الله، فليخشع لله، وليقبل على صلاته، وليتذكر عظمة الله عز وجل، وأنه بين يدي أعظم عظيم سبحانه وتعالى، وليقبل على صلاته وليقبل على قراءته وعلى سجوده وركوعه، ويتذكر كل ما يلزم في هذا المقام، وأن غفلته عن الله تنقص صلاته فينبغي له أن يتذكر ذلك حتى تزول عنه الغفلة وحتى تزول عنه الوساوس، ويسأل ربه العون على هذا في سجوده، وفي آخر التحيات يقول: اللهم أعني على الخشوع، اللهم يسر لي الخشوع، اللهم أعذني من الشيطان ومن شر نفسي يسأل ربه، ويستعين به سبحانه وتعالى.
وسئل الشيخ محمد الحسن ولد الددو عن اساب الخشوع فقال
أقول إن الصلاة مؤلفة من ثلاثة أقسام: مؤلفة من عمل القلب، وعمل اللسان، وعمل الجوارح.

- فعمل الجوارح مثل: القيام والركوع والسجود والجلوس.
- وعمل اللسان مثل: التكبير والتسميع والقراءة والسلام والدعاء.
- وعمل القلب ثلاثة أقسام.
* القسم الأول منه: النية، وهي قصد العبادة وإرادتها، أن يقصد الإنسان الصلاة وأن يريدها ويتوجه قلبه إليها.
* والقسم الثاني: الحضور أي أن يحضر هذه العبادة فيكون فاعلا لها عن حضور ووعي، ولا يكون يفعلها من غير شعور.
* القسم الثالث: الخشوع، وهو إدراك روح التعبد فيها، أنه لا يفعلها لمجرد التقليد، بل يفعلها امتثالاً لأمر الله وتقرباً إليه، ويتفهم معانيها، ويستشعر ما فيها من مناجاة الله جل جلاله، يستشعر أنه يناجي الملك الديان جل جلاله الآن، وبالتالي لابد أن يكون حاضراً لما يقوله، لأن الإنسان الذي يتكلم في الملأ أو يخاطب الناس لا يمكن أن يخاطبهم بشيء لا يعقله ولا يدركه، لأن ذلك يسمى هذياناً وجنوناً، فكيف بالذي يخاطب الملك الديان جل جلاله، لابد أن يستشعر ما يقوله وأن يحضر عنده ولكن ذلك يقع بحال هو حال الخوف، استشعار الإنسان أنه الآن يناجي الملك الديان، وأنه بحضرة الله جل جلاله، وأنه يستمع إليه دون ترجمان ليس بينه وبينه ترجمان، واستشعار ذلك يقتضي قشعريرة ويقتضي فيض الدمع من العين، ويقتضي انتفاضة للجسم، وله عوارض كثيرة تعرض للنفوس، تقع من الخشوع، لكن هذا الخشوع له أسباب هي التي يحصل بها، فمن أسباب الخشوع في الصلاة إحسان الإنسان لطهارته، فالإنسان الذي لا يعتني بطهارته ولا بنظافة ملابسه للصلاة ولا يتجهز لها تكون الصلاة كعمله العادي يصليها في ثياب نومه يصليها على أية هيئة ولا يعتني بها، أما إذا كانت الصلاة أمراً عظيماً عنده فسيتأهب لها ويتهيأ فيحسن طهارتها ويحسن التهيئة لها بملابسه وهيئته لأنه يعلم أنه قد نودي من قبل الملك الديان، وأنه ذاهب إليه جل جلاله في رحلة عظيمة جداً، ينبذ فيها الدنيا وراء ظهره عند تكبيره، ويسلم عند رجوعه:
وإن عماد الدين لله رحلة *** وعند انتهاء السير تستأنف النجوى

كذلك من أسباب الخشوع في الصلاة أن يستشعر الإنسان الفضل الذي فضل به حين أذن له في الصلاة، فكثير هم أولئك الذين حجبوا عن هذه الطاعة، منهم من حيل بينه وبين الصلاة بالكفر، ومنهم من حيل بينه وبين الصلاة بالفسوق والفجور، ومنهم من حيل بينه وبين الصلاة بالغفلة، ومنهم من حيل بينه وبين الصلاة بنقص العقل، ومنهم من حيل بينه ويبن الصلاة بالجهل، ومنهم من حيل بينه وبينها بالنوم وأنت قد أذن لك الملك الديان أن تطرق بابه، وفتح لك الباب حتى خررت ساجداً بين يديه، وهذا تشريف عظيم، ولذلك قال عبد الحق الإشبيلي رحمه الله: الحمد لله الذي أذن لعباده بطاعته، فخروا بين يديه متذللين ولوجهه معظمين، لم يغلق بينه وبينهم باباً، ولا أسدل دونهم حجاباً ولا خفض أودية ولا رفع شعاباً، إذا استحضر الإنسان أن جيرانه قد يحال بينهم وبين الصلاة في هذه الساعة بالنوم أو بالغفلة أو بغير ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد علمت أنه لا ينتظرها الليلة سواكم"، فلا شك أن إدراك ذلك يقتضي خشوعاً ويقتضي إدراكاً لهذه النعمة العظيمة حين ميزت بذلك، والذين يسجدون لله في هذه الحياة الدنيا هم الذين يسجدون له يوم القيامة، {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود}، ومن لم يكن من أهل الصلاة يجعل الله ظهره نحاساً فإذا أراد السجود لم يسجد، كما قال الله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}، يحال بينهم وبين السجود نسأل الله السلامة والعافية.

كذلك من أسباب الخشوع في الصلاة استحضار ما يقرؤه الإنسان والوقوف عنده، فإذا افتتحت الصلاة بالفاتحة فوقفت عند كل آية تنتظر جواب الملك الديان، فسيحصل لك الخشوع، ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وغيره أنه قال: "يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال العبد: {الرحمن الرحيم} قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال العبد: {مالك يوم الدين} قال الله: مجدني عبدي، وفي رواية فوض إلي عبدي هؤلاء لي ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال الله: هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، قال الله: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل"، فتكون الفاتحة كالحوار فيها كلام تقدمه أنت وجواب تتلقاه من ربك جل جلاله، وتستشعر فعلاً أنك بين يديه لأنك تنتظر جوابه، عندما قال أحدنا: {الحمد لله رب العالمين}، علم علم اليقين أن الله أجابه فقال: "حمدني عبدي" ولا يحصل هذا إلا للخاشعين المنتبهين لما يقولون، وهكذا في كل جواب من أجوبة الرب جل جلاله، كذلك من أسباب الخشوع في الصلاة أن يكون الإنسان قبل إقباله على الله سبحانه وتعالى في صلاة الفريضة يهيئ بردعة الصلاة، فيكون ذاكراً وأيضاً يستعمل السواك، وأيضاً إذا كانت الصلاة قبلها راتبة قبلية يأتي بها، ليحضر نفسه لها.

وكذلك من أسباب الخشوع إتقان بناء الصلاة فالصلاة بناء والإسلام كله بناء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس"، فالصلاة بناء، فالركعة الأولى لابد أن يركد فيها الإنسان ويطيل ولذلك فيها سورة بعد الفاتحة يطيلها الإنسان ويكون ركوعه قريباً من قيامه ورفعه قريباً من ركوعه وسجوده قريباً من رفعه وهكذا ليتقنها، الركعة الثانية تكون أخف قليلاً من الركعة الأولى، الركعة الثالثة أخف والرابعة أخف لأن الإنسان في الصلاة يبني كأنه في سياقة، فالسرعة الأولى أثقل، والتي بعدها أخف منها قليلا والتي بعدها (تروازييم) أخف ثم (كاترييم) تنطلق السيارة، فكذلك هنا سرعة الصلاة لابد فيها من هذا التأني، وهو مما يؤدي إلى الخشوع فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يركد في الأوليين ويخف في الأخريين، يركد أي يطيل ويهدأ في الركعتين الأوليين ويخف في الأخريين، لأن الركعتين الأوليين فيهما مجاهدة على الحضور ومجاهدة على الإقبال على الله واستشعار العبادة الخاصة، تذوق طعم العبادة، وبعد ذلك عندما تدخل في الصلاة سهل عليك الاستمرار فالمجاهدة تجدها في أول الصلاة، أما في آخرها فهي استصحاب لحال موجود ولذلك تسهل فيقصر آخر الصلاة عن أولها.

هذه إذا بعض أسباب الخشوع، نسأل الله أن يرزقنا حلاوة الإيمان، وأن يرزقنا الخشوع في الصلاة وأن يزيدنا إيماناً ويقيناً.

 

 

--------------------------------------------------------------

لــــــــذة .. أين نحن منها .. دقيقتين فقط ...

 

ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ،
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً "
ما أعظم هذا الاستقرار والسكينة والطمأنينة عندما ترتبط بالله عز وجل
وأنت حر طليق لا عبودية لك إلا لله سبحانه وتعالى





لــــــذة التوحيد





قال صلى الله عليه وسلم
[[ ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه
مما سواه ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار ]] رواه الشيخان




قال ابن القيم رحمه الله " فإن للإيمان فرحة ولذة في القلب فمن لم يجدها فهو فاقد الإيمان أو ناقصه وهو من القسم الذين قال الله عز وجل فيهم
" قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنواولكن قولواأسلمناولمايدخل الإيمان في قلوبكم "






ولذا قال سلف الأمة عندما تذوقوا هذه الحلاوة
" والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف "




لــــــذة الصـــلاة




قال صلى الله عليه وسلم مبينا لذة الصلاة
[[ جُعِلتْ قرّة عيني في الصلاة ]] رواه أحمد .
منتهى السعادة ، منتهى الانشراح ، فأي أحد لا يحب الإقبال على ما يسره
مما يحبه ويميل إليه قلبه
ولذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا حزّ به أمر فزع إلى الصلاة فإذا
بالطمأنينة .. وإذا بالسعادة .. وإذا باليقين الراسخ ينبعث في القلب من جديد .
حين وقعت الأكلة في رجل ابن الر – الغرغرينا – أشاروا إليه بقطعها
لئلا تُفسد جسده كله .. قالوا له : لابد أن نسقيك خمرا لكي نستطيع أن
نقطع رجلك بدون أن تشعر بالألم
فقال : لا .. أيغفل قلبي عن ذكر الله تعالى فقالوا : إذن فماذا نفعل
قال : اقطعوها إذا قمت إلى الصلاة
سبحان الله .. أي لذة .. وأي تعلق بالله هذا




لــــــذة قيام الليـل





عندما يفرح الناس بالعلاوات وزيادة الأموال .. عندما يفرحون بالدور
والقصور .. يفرح المؤمن بسجدةٍ خاشعة في ليلة ساكنة في وقت سحر
يناجي فيها ربه .. ويسكب دمعه .. ويتذلل بين يدي خالقه سبحانه وتعالى
" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون "
كفى بلذة قيام الليل أنك تخلو بالله عز وجل ... فتدخل عليه بكل سهولة
وبساطة .. لقد كان لقيام الليل عند الصحابة والتابعين والسلف منزلة عظيمة ..
يقول أحد التابعين : أهل قيام الليل في ليلتهم أشد لذة من أهل اللهو في لهوهم ..










لــــــذة الصيـام





كيف لا يكون الصيام لذة للصائم وهو يعلم أن الصوم من أسباب استجابة
الدعاء .. ومن أسباب تكفير الذنوب .. وأنه يشفع لصاحبه يوم القيامة
وأن الله اختص أهله بابا من أبواب الجنة لا يدخل منه سواهم فينادون
منه يوم القيامة إكراما لهم , وإظهارا لشرفهم ..





لـــــــذة ذكر الله عـز وجـل





ما أعظم هذه الطمأنينة التي تنسكب في القلب
" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
ما أعظمها من نعمة وما أعظمها من لذة لو أن الإنسان تفاعل بها انفعالا
صادقاً .. لو أنه تشربها تشرباً كاملاً .. لو أنه عاشها وبقي معها في مداوم


مستمرة وفي حياة متواصلة
قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً "





لــــــذة قراءة القرآن وتلاوته






يقول عثمان بن عفان " لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عزوجل"
قال ابن مسعود " لا يسأل عبد نفسه إلا القرآن فإن كان يحبه فإنه يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم "





لـــــــذة الجهاد في سبيل الله





هذا خالد بن الوليد رضي الله عنه يقول
" ما ليلة تُهدى إلي فيها عروس ، أنا لها محب مشتاق ،
أحب إليّ من ليلة شديدقرّها بردها كثير مطرها ، أصبّح فيها العدو فأقاتلهم في سبيل الله عز وجل "



لــــــــذة الإنفاق في سبيل الله




النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ على الصحابة
" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافاً كثيرة "
" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "



سبحانك الله
--------------------------------------------------------------
عشر صور مشرقة من حياة شباب الصحابة
الحمد لله والصلاة والسلام على آله وصحبه ومن وآلاه أما بعد
فهذه بعض الصور المشرقة لشباب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم تبين كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم ينظرون إلى الشباب وكيف كانوا يتعاملون معهم ؟!! مما اخرج للأمة في ذلك الزمان شباب ضربوا أروع الصور المشرقة التي تأخذ بالعقول وتبهر الألباب..فلعله يكون في عرض هذه النماذج الرائعة سبيلاً إلى الخروج من الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم ،وسبباً لنا ولشبابنا في التأسي والاقتداء بذالك الجيل الذي لن يتكرر.

:: الصورة الأولى ::
هذا غلام من شباب الصحابة"رضي الله عنهم وأرضاهم" لا يتجاوز عمره عشر سنين عندما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم وجاءه الوحي بادر فكان أول من اسلم ودخل في الإسلام إنه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كما قال كثير من العلماء وفي هذا دليل واضح على رجحان عقله وعلو همته وسمو نفسه وهو في هذه السن !! فلم يستصغر نفسه ويقول من أنا حتى أتقدم على كبار قومي في هذا الأمر الجلل !! فبمجرد أنه عرف الحق وتبين له الباطل الذي يعيش عليه مجتمعه شهد شهادة الحق ولم يقل كيف أخالف أهلي وقومي وعشيرتي !! وتأمل كيف أنه في هذا السن لم يكن يشغله اللعب واللهو والضياع بل رأى في نفسه أنه جدير كل الجدارة أن يكون فخراً لكل شباب الإسلام في كل زمان ومكان بأن يكون أول من دخل في دين الإسلام وهو غلام لا يتجاوز عمره العشر سنين . فلله دره ما أعلا همته وما اسما هدفه
قال الإمام البغوي رحمه الله تعالى: "واختلفوا في أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد امرأته مع اتفاقهم على أنها أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال بعضهم: أول من آمن وصلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو قول جابر وبه قال مجاهد وابن إسحاق أسلم وهو ابن عشر سنين. وقال بعضهم: أول من آمن بعد خديجة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو قول ابن عباس وإبراهيم النخعي والشعبي. وقال بعضهم: أول من أسلم زيد بن حارثة وهو قول الزهري وعروة وابن الزبير، وكان إسحاق بن إبراهيم الخنظلي يجمع بين هذه الأقوال فيقول: أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومن النساء خديجة، ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن العبيد زيد بن حارثة.
أنظر /عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة 1/119

:: الصورة الثانية ::
وهذا حبّ النبي صلى الله عليه وسلم ((أسامة بن زيد)) رضي الله عنه كما في صحيح مسلم وغيره ولاّه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش وعمرة 18 سنة وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم فجعله أبو بكر الصديق رضي الله عنه قائداً للجيش كذلك فاستمر وغزى الروم وانتصر فلله العجب شاب في هذه السن يقود جيش ويقاتل الروم وينتصر إن العجب لا ينتهي وكيف لا ؟! فقد تعجب بعض الصحابة"رضي الله عنهم" حتى طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يولي من هو اكبر منة سناً فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وخطب الناس وقال: " ما بال أقوام يقدحون في أن وليت أسامة على الجيش وأيم الله أن كان للإمرة لخليق وانه لمن أحب الناس إليّ فاستوصوا به خيراً فانه من خياركم" .. ولذلك سمي بعد ذلك حب النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذه الصورة المشرقة إشارة واضحة تدل على كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر للشباب ويبني فيهم الثقة في أنفسهم..فترفعوا عن سفاسف الأمور وتطلعوا إلى معاليها !!
صحيح مسلم (6418 )- عن ابن عمر صلى الله عليه وسلم أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ « إِنْ تَطْعَنُوا فِى إِمَارَتِهِ - يُرِيدُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ - فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِى إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لَهَا. وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لأَحَبَّ النَّاسِ إِلَىَّ. وَايْمُ اللَّهِ إِنَّ هَذَا لَهَا لَخَلِيقٌ - يُرِيدُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ - وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لأَحَبَّهُمْ إِلَىَّ مِنْ بَعْدِهِ فَأُوصِيكُمْ بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ صَالِحِيكُمْ ».

:: الصورة الثالثة ::
وهذا ابن عباس رضي الله عنه حبر الأمة كما في صحيح الترمذي بسند صحيح يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصيته المشهورة وهو غلام صغير وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له "عفير" فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عشر صور مشرقة من
 حياة( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف))
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح 2516 وقال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر صحيح الجامع للألباني حديث رقم : 7957
فأخذت هذه الكلمات من ابن عباس رضي الله عنه كل مأخذ .. لماذا؟ لسببين
السبب الأول:
أنه شعر أن له قيمة في هذا الوجود وأنه ليس على هامش الحياة ولذلك خاطبه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب الرفيع الذي يبني في نفس كل من سمعه ووعاه عقيدة راسخة لا تزحزحها الجبال ومحبة عظيمة لله الواحد الأحد تملأ القلوب هيبة وإجلالاً ،فأثمر ذلك أن كان ابن عباس حبر الأمة وعالمها رضي الله عنه .
السبب الثاني:
أنه رضي الله عنه صاحب عقل راجح فحينما سمع هذا الكلام العجيب أخذه بمأخذ الجد ووقر في قلبه ولم يأخذه مأخذ الغبي الذي لا يفهم ما يُقال كما هو حال كثير من أطفالنا في هذا الزمان الذين يقابلون الناصح لهم بأنواع من السخرية والضحك والاستهتار .

:: الصورة الرابعة ::
وهذا عمرو أبن سلمه رضي الله عنه كما في صحيح البخاري كان عمره ست سنين أو سبع سنين وكان إماماً لقومه يؤمهم في الصلاة لأنه كان أحفظهم للقرآن فلما بلغهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ]إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً [، فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا من عمرو بن سلمه الطفل الذي عمره لا يتجاوز السبع سنين فقدموه ليكون إماماً لهم!
يقول عَمْرِو بْنِ سلمه رضي الله عنه : كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ مَا لِلنَّاسِ مَا لِلنَّاسِ مَا هَذَا الرَّجُلُ فَيَقُولُونَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَوْ أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ وَكَأَنَّمَا يُقَرُّ فِي صَدْرِي وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمْ الْفَتْحَ فَيَقُولُونَ اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا فَقَالَ صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا وَصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنْ الرُّكْبَانِ فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْحَيِّ أَلَا تُغَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ فاشتروا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ ) البخاري حديث رقم 4302 ، والإمام احمد في المسند 33/443 ، ورواه ابن سعد في الطبقات 1/337 ،السنن الكبرى 3/91 ،المستدرك 3/49
فلا أدري هل العجب من أولئك القوم الذين قدّموا هذا الطفل رغم ما كان عندهم من الأنفة والكبر والغطرسة التي عُرف بها العرب قبل الإسلام ولكنهم فعلوا ذلك إذعاناً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ونظرة إكبار لهذا الطفل الذي كان أحفظ للقرآن من غيره وفي ذلك إعطاء نموذج رائع في مجال التربية فكم سيكون لهذا الفعل من الأثر العظيم في نفوس الشباب والأطفال الآخرين الذين يرون عمر بن سلمه وهو إماماً لقومه .
أم العجب من هذا الطفل الذي لم يحتقر نفسه ويقل من أنا حتى أكون إماماً لمن هم أكبر مني من الصحابة ، ولم يشتغل بالعبّ المعهود عند الأطفال عادة بل كانت همته بهذه المكانة التي تعجز عن وصفها الكلمات ، فلله درهم من جيل لن يتكرر . ونسأل الله أن يرزقنا محبتهم والتشبه بهم .

تشبهوا بالقوم إن لم تكونوا مثلهم --- إن التشـــــــبه بالكــرام فــــــــــلاح
:: الصورة الخامسة ::
هي لغلامين صغيرين كان لهما في معركة بدر موقف لا ينتهي منه العجب وهما معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء رضي الله عنهما ونترك الحديث عن هذا الموقف العجيب للصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كما في صحيح البخاري قال : بينما أنا في الصف يوم بدر إذ نضرت عن يميني وعن شمالي فإذا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما فتمنيت لو أن غيرهما كان بجواري ليحميني فغمزني احدهما فقال يا عم أتعرف أبا جهل قلت نعم وما حاجتك إليه قال سمعت انه يسب رسول الله والذي نفسي بيده لأن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا ثم غمزني الأخر فقال لي مثل مقالة صاحبه ثم لم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت هذا صاحبكما فانقضا عليه كالصقرين فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبراه فقال أيكما قتله قال كل منهما أنا قتلته قال هل مسحتم سيفيكما قالا لا فنظر في السيفين فقال صلى الله عليه وسلم : كلاكما قتله . البخاري حديث رقم 3141 ، ومسلم 4668
سبحان الله فرعون هذه الأمة وطاغية زمانه يكون مصرعه على يدي غلامين شابين من شباب الصحابة الكرام !! لماذا؟ حتى تكون الصورة واضحة جلية يتبين من خلالها إلى أي حد وصل مستوى أولئك الشباب الأفذاذ.وكيف أثمرت تلك التربية الرائعة من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم على أيدي صحابته الكرام مثل أولئك الأبطال فأخرجت هذه النماذج الرائعة بكل ما تعنيه الكلمة ..

:: الصورة السادسة ::
خرج المسلمون إلى أحد للقاء المشركين، فلما اصطفّ الجيش قام النبي يستعرضه، فهو القائد، فرأى في الجيش صغارا لم يبلغوا الحلم حشروا أنفسهم مع الرجال، يريدون الجهاد في سبيل الله تعالى، يريدون إعلاء كلمة الله، لم يصطفوا للتفحيط أو تبادل الرسائل عبر الجوال، إنما اصطفوا للجهاد وللشهادة، فأشفق عليهم النبي ، أشفق عليهم الرحيم بأمته، فرد من استصغر منهم، وكان فيمن رده عليه الصلاة والسلام رافع بن خديج وسمرة بن جندب، ثم أجاز رافعا لما قيل: إنه رام يحسن الرماية، فبكى سمرة وقال لزوج أمه: أجاز رسول الله رافعا وردني مع أني أصرعه، فبلغ رسول الله الخبر فأمرهما بالمصارعة فكان الغالب سمرة، فأجازه عليه الصلاة والسلام. السيرة النبوية عرض ووقائع وتحليل أحداث 3/139
قال الطبري في تاريخه : وفي غزوة أحد لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أحد وعرض أصحابه فرد من استصغر رد سمرة بن جندب وأجاز رافع بن خديج لما قيل أنه رام ( أي يجيد الرمي ) وقي رواية أنه وقف على رؤوس أصابع رجليه يتطاول، فقال سمرة بن جندب لربيبه مري بن سنان: يا أبت أجاز رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رافع بن خديج وردني وأنا أصرع رافع بن خديج فقال مري بن سنان: يا رسول الله رددت ابني وأجزت رافع بن خديج وابني يصرعه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لرافع وسمرة: تصارعا فصرع سمرة رافعا فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدها مع المسلمين.
تاريخ الطبري جزء 2 - صفحة 61 ، وتاريخ الأمم والرسل والملوك للطبري كذلك 2/61

:: الصورة السابعة ::
في غزوة بدر يقول سعد بن أبي وقاص : رأيت أخي عمير قبل أن يعرضنا رسول الله يوم بدر يتوارى ـ أي: يختبئ في الجيش ـ، فقلت: ما لك يا أخي؟! قال: إني أخاف أن يراني رسول الله فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة. يريد الشهادة! ماذا يفعل بعض الأبناء اليوم في هذه السن؟ .
قال سعد : فعرض عمير على رسول الله فرده لصغره، فلما رده بكى فأجازه ، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره .
مستدرك الحاكم 3/150 ح رقم4864 ، وطبقات بن سعد 3/150
طفل صغير تمنى الشهادة في سبيل الله بصدق فنالها بل بكى خوفاً من أن يُِحرم هذه الأمنية العظيمة فما أسماها من أمنية وما أروعها من صورة تعكس لنا بجلاء أي هم كانت تحمله تلك النفوس الطاهرة الزكية .
أما بعض شباب اليوم فأعظم أمانيهم أن يفوز النادي أو المنتخب وليس سراً أن الدموع تذرف وتسكب من أجل ذلك !، نسأل الله أن يصلح شباب المسلمين.

:: الصورة الثامنة ::
ونلمس الحرص نفسه عند زيد بن ثابت رضي الله عنه فيأتي قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفاخرين بما حصّل صاحبهم يحدثنا عن ذلك فيقول: ذهب بي قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله هذا غلام من بني النجار معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه و سلم وقال يا زيد تعلم لي كتاب يهود فإني والله ما آمن يهود على كتابي قال زيد فتعلمت كتابهم ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه وأجيب عنه إذا كتب. رواه البخاري تعليقاً وأحمد (5/186) (21673)

:: الصورة التاسعة ::
لقد كانت الجنة هي أكبر أماني ذلك الجيل رضي الله عنهم وأرضاهم: (فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ .
مسند الأمام احمد "12697" ج3ص166
وقال ابن كثير في تفسيره لحديث أحمد: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. اهـ. وأخرجه أيضا ابن عساكر ورجاله رجال الصحيح وسمَّى الرجل سعد بن أبي وقاص

قال الألباني في مقدمة السلسلة الضعيفة( ج1 ص25) : أخرجه عبد اللّه بن المبارك في "الزهد" (241/694)، والروايتان مع الزيادتين له، وعبد الرزاق في " المصنف " (11/287/20559) ،
وعنه أحمد (3/166) والسياق له.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين؛ كما قال المنذري، ورواه غيرهم كما في "الترغيب " (4/13).

لاحظ ما لذي دفع بهذا الغلام أن يحتال بهذه الحيلة ؟! إنها الرغبة الصادقة
في أن يعرف ما هو العمل الذي عمله هذا الصحابي الجليل حتى نال هذه البشرى من الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم لكي يعمل بمثله فيكون من أهل الجنة!! فيا لها من رغبة جليلة وأمنية سامية ، وياله من جيل ٍ تعجز عن وصفه الكلمات وتخجل أمام وصف بطولاته ومعجزاته وأمنياته العبارات! وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول عنهم :{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
(29) سورة الفتح

:: الصورة العاشرة ::
جلس عليه الصلاة والسلام مع أصحابه في المسجد، يعلمهم، ويربيهم، ويزكيهم، وانطلق شاب صغير مُلئ حكمة وإيماناً، اسمه عمير بن سعد، ودخل على عمه، وهو شيخ كبير في الستين من عمره، ولكن النفاق في قلبه كالجبال، يصلي مع الناس في المسجد، ويصوم ويعتمر، ولكنه مكذب بالرسالة والرسول.
فقال عمير بن سعد: يا عماه، سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام، يخبرنا عن الساعة حتى كأني أراها رأي العين، فقال الجُلاس بن سويد وهو عمه: يا عمير، والله إن كان محمد صادقاً، فنحن شر من الحمير، فانتقع وجه عمير بن سعد، واهتز جسمه، وانتفض كيانه، وقال: يا عم، والله إنك كنت من أحب الناس إلى قلبي، والله لقد أصبحت الآن أبغضهم إلى قلبي جميعاً.
يا عم، أنا بين اثنتين؛ إما أن أخون الله ورسوله، فلا أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بما قلت، وإما أن أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام وليكن ما يكون.
ولكن ما معنى كلمة الجُلاس هذه؟ معناها: الكفر بلا إله إلا الله، وعدم تصديق الرسول والاعتراض عليه.
قال الجُلاس بن سويد: أنت طفلٌ غرٌ لا يصدقك الناس، فقل ما شئت، فذهب عمير، وجلس أمام الرسول، عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول الله، الجُلاس بن سويد، خان الله ورسوله، وهو عمي، وقد تبرأت إلى الله ثم إليك منه. قال الرسول، عليه الصلاة والسلام: وماذا قال؟ قال عمير: قال: لو كان محمد صادقاً، لنحن شر من الحمير!!.
فجمع الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة، واستشارهم في هذا الأمر، فقالوا: يا رسول الله، هذا طفل صغير لا تصدقه، فهو لا يعي ما يقول، والجُلاس بن سويد يصلي معنا، وهو شيخ كبير، وعاقل، فسكت عليه الصلاة والسلام، ولم يصدق هذا الغلام.
وسالت دموع هذا الغلام، وانتفض جسمه، والتفت إلى السماء، حيث القدرة، حيث علم الغيب، توجه إلى الذي يعلم السرّ وأخفى ثم قال: اللهم إن كنت صادقاً فصدقني، وإن كنت – يا رب – كاذباً فكذبني، فوالله ما غادر مجلسه، ولا قام من المسجد، إلا وجبريل ينزل بتصديقه من فوق سبع سماوات، يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا
[التوبة:74].
واستدعى الرسول الجلاس فسأله عن الكلمة، فحلف بالله ما قالها، فقال عليه الصلاة والسلام يقول الله: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم . أما أنت يا جُلاس، فقد كفرت بالله، فاستأنف توبتك، فإن الله تعالى يقول: فإن يتوبوا يكُ خيراً لهم [التوبة:74]. واستدعى الرسول عليه الصلاة والسلام عمير بن سعد وقال له: ((مرحباً بالذي صدقه ربه من فوق سبع سموات)) ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/463 ، 464) ، وعزاه لابن أبي حاتم ، وعبد الرزاق ، وابن المنذر. انظر موسعة خطب المنبر (1/1325) من خطبة للدكتور عائض القرني بعنوان مدرسة الأستهزاء .
وختاماً : فإن ما ذكر ليس إلا فيضاً من غيض وإن المتأمل في هذه النماذج الرائعة يخرج بالانطباع الحقيقي والواقعي لذلك الجيل العظيم الذي كان نتيجة حتمية طبيعية لتربية أشرف الخلق وأخلصهم وأتقاهم، وأطهرهم وأنقاهم ،وأفضلهم وأزكاهم ، وأحكمهم وأرجآهم ، وأكرمهم وأسخاهم ، وأجودهم وأنداهم ، وأصلحهم وأخشاهم ،وأطهرهم وأرضاهم ، وأنصحهم وأوفاهم ، وأرأفهم وأحناهم ، وأعرفهم وأهداهم ، وأحسنهم وأبهاهم ،وأودهم وآخاهم ، وأرفعهم وأعلاهم ، وأنبلهم وأسماهم ، وأعزهم وأسناهم ، وأطيبهم وأحلاهم ، واشفقهم وأصفاهم ،وأنزههم وأحياهم ، وأزهدهم وأغناهم ، وأعزهم وأرقاهم ، وأشجعهم وأقواهم .
ليس هذا فحسب بل هو من كل الناس : أجملهم ، وأبرهم ،وأحبهم ،وأودهم ، وأشهمهم ، وأنصحهم ، وأبصرهم ، وأخوفهم ، وأعبدهم ، وأطوعهم ، وأرهبهم ، وأشكرهم ، وأقنعهم ، وأورعهم ، وآثرهم ،وآمنهم ،وأسترهم ،وأسمحهم ، وألينهم ، وأسلمهم ،وأوقرهم ، وأعفهم ، وأغيرهم ، وأفطنهم ، وأعلمهم ، وأفقههم ، وأقسطهم وأصفحهم ، وأعدلهم ، وأرفقهم ، وأعطفهم ، وأرحمهم صلى الله عليه وسلم
كيف لا وقد قال الله تبارك وتعالى فيه : {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة
وقال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
(159) سورة آل عمران
نسأل الله تعالى أن يملاء قلوبنا بمحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومحبة أهل بيته الطيبين الطاهرين ومحبة صحابته الغر الميامين وتابعيهم وتابعي تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ،، والحمد لله رب العالمين

---------------------------------------------
قيمة الإنسان وسعادته بروحه..
إن الروح هي الطاقة المحركة لهذا الجسد ، الجسد مثل (الميكرفون) ، ما الذي يشغل (الميكرفون)؟ الكهرباء ، إذا نزعنا الكهرباء هل يبقى له قيمة ، هل يكبر الصوت.. الثلاجة تقوم بتبريد الطعام ، ما الذي يجعلها تبرد ؟ الكهرباء ، إذا نزعنا الكهرباء لم تعد تبرد الطعام ، رغم أن الثلاجة موجودة . الجسد يتحرك ، والعين تبصر، من الذي يحركها ؟ الروح ، إذا صعدت الروح هل تبصر العين ؟ العين موجودة لم يذهب شيء ، لكن ذهبت الروح المحركة لها.. الأذن تسمع فإذا خرجت الروح لا تسمع ، مع أن الأذن موجودة والجهاز السمعي موجود ، تأتي فتصيح في سمعه فلا يسمعك ، لماذا ؟ الذي يحركها ليس موجوداً . القلب يضخ الدماء ، إذا خرجت الروح يقف القلب ، لا يتحرك ، لأنه لا يوجد محرك ، وتسمعون الآن عن عمليات زرع الأعضاء ، إذا مات الشخص أخذوا قلبه ووضعوه في شخص آخر، حسناً.. لماذا تحرك هناك ولم يتحرك هنا ؟ لأن المحرك الذي هنا خرج وهي الروح ، كليته فشلت هنا أخذوها وتحركت هناك ، إذاً الحياة ليست في القلب ولا في الكلى.. الحياة في الروح..


حسناً.. ما هي الروح ؟ لا نعلمها ، عندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح قال الله له : قيمة الإنسان 
وسعادته بروحه.. وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً قيمة الإنسان 
وسعادته بروحه.. [الإسراء:85]. وهذه الروح من الأشياء التي استأثر الله بعلمها ، ولا نعلم عنها شيئاً إلا بعض صفاتها ، بأنها تخرج ، وأنها تصعد وأنها إذا مات الإنسان صعدت روحه ، ولهذا تجدون الميت إذا مات ، فإنه يشخص ببصره ، ويسن تغميضه ، لماذا ؟ لأنه إذا خرجت الروح تبعها البصر، وأن الروح تتوفى عند النوم ، وتتوفى عند الموت ، قال الله عز وجل: قيمة الإنسان 
وسعادته بروحه.. اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ قيمة الإنسان 
وسعادته بروحه.. [الزمر:42] أي: يتوفاها قيمة الإنسان 
وسعادته بروحه.. فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً قيمة الإنسان 
وسعادته بروحه.. [الزمر:42].


حسناً.. النوم هو وفاة ، قد يقول شخص : كيف ؟ نقول : الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا قمنا من النوم أن نقول : (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا) كنا قد متنا في النوم ، والروح تخرج من الجسد ، وتجلس قريبة منك ، ولها صلة بالجسد تحركه لكن من بعيد ، بالليزر - كما يقولون - أو (بالريموت كنترول) بعيدة عنك ، ولكن تخرج منه حتى يستريح ، إذا لم تخرج الروح لا يستريح الإنسان..


ولذلك عندما تأتي نائماً وتتكلم عند أذنه فلا يسمعك ، تأتي عند عينه ، وتضع أمامها شيئاً فإنه لا يراه ، تضع عند أنفه شيئاً لا يشمه ، تريده أن يشم ويرى ويسمع ، قل له : يا فلان.. - أيقظه من النوم - فيقول : نعم ، فتعطيه الطيب فيشمه ، وتريه شيئاً فيراه ، وتتكلم معه فيسمعك ، لماذا ؟

لأن الروح كانت بعيدة ، وهي التي تشم ، وهي التي تنظر وهي التي تسمع ، فكيف تعلقها بالجسد ؟ لا نعلم ، هل هي موجودة أم غير موجودة ؟ قال العلماء : لو تظل الروح في الجسد ، لن يستريح الإنسان ولن ينام ، ولن يستطيع أن يفعل شيئاً..

لو دخلت إلى بيتك وأنت متعب ، ومثقل بهموم العمل ، خصوصاً لو كان عملك مهنياً بدنياً ، ودخلت إلى البيت وقلت : أبنائي ! دعوني أنام ، قالت لك امرأتك : هل تريد أن تستريح ؟ قلت : نعم . أريد أن أنام ، قالت : خذ راحتك ، هذا السرير والمكيف فوقك شغال ، لكن لا تنم.. وكلما أغمضت عينك فتحت عليك الباب وقالت : استرح استرح.. ما رأيك هل تستريح ؟ لو تجلس على السرير ستين ساعة فلن تستريح ، لكن لو نمت ثلاث أو أربع أو خمس ساعات ثم تقوم بعدها ، وإذ بك تقول : لا إله إلا الله ! الحمد لله ، الحمد لله ، استرحت وأصبحت نشيطاً ، وقد رجع لك كل نشاطك ، وكل قوتك.. لماذا ؟

لأن الروح خرجت ، لو لم تخرج وتدع الجسد يستريح لما استراح أبداً..
هذه الروح لا نعلم عنها شيئاً ، ويكفينا من العلم ما علمنا الله ، قال : قيمة الإنسان 
وسعادته بروحه.. قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً قيمة الإنسان 
وسعادته بروحه.. [الإسراء:85] وهي كما قلت لكم : بمنزلة الطاقة المحركة للجسد..


للشيخ : سعيد بن مسفر
----------------------------------------------------------
محمد قدوتنا ( صلى الله عليه وسلم )
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا اما بعد:
فلقد رأينا في حياتنا الكثير من الممثلين تشاهدهم الأعين ، ومطربين تسمعهم الآذان ورياضيين يعشقهم الشباب ومفكرين تتبعهم العقول، فأتخذهم البعض قدوة يقتدون بهم ورموزاً يتأسون بهديهم لكن !! .
من هو القدوة الذي إذا تأسينا به سعدنا في دنيانا وأخرانا ؟ هل سألنا أنفسنا هذا السؤال؟ نعم !! الجواب هو: (رسول الله قدوتنا) .

وذلك سنتكلم في هذه الخطبة عن قدوتنا ( صلى الله عليه وسلم ) وهل آن لنا الإنتباه أن تقتدي في حياتنا؟
فإن لشخصية النبي ( صلى الله عليه وسلم ) جلالة وهيبة وسمات وميزة وإن فيه لصفات ما كانت لأحد قبله ولن تكن لأحد بعده مما دعت للإقتداء به ومٍن أهم أسباب الإقتداء هي:

1.
لأننا مأمورون بالإقتداء به، فهذا السبب الأول إن الله بجلاله وجماله وملكوته وعظمته أمرنا بالإقتداء بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) في كتابه الكريم فقال سبحانه: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21). قال أبن كثير: هذه الآية في التأسي بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) في أقواله وأفعاله وأحواله ولهذا أمر الناس بالتأسي به (1) .
ومعنى القدوة وتعريفها: ( هي إتباع الغير على الحالة التي يكون عليها حسنة أو قبيحة) (2) . فمن أتبع غيره على أية حالة فقد أقتدى به وأصبح تابعاً له.

2.
لأنه الهادي إلى الصراط المستقيم قال تعالى: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (الشورى: من الآية52). فأثبت لهم الهدى الذي معناه الدلالة والدعوة والتنبيه .
وقال أبو المعالي: وقد ترد الهداية والمراد بها أرشد المؤمنين إلى مسالك الجنان والطرق المفضية إليهم (3) . فمن إقتدى بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فهو في هداية ورشاد ويحق أن يُهتدى مَن به أقتدى.

3.
لأنه رحمة للعالمين: فنقتدي برسولنا لأنه نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام قال الرازي: أنه عليه الصلاة والسلام كان رحمة في الدين والدنيا في الدين والدنيا أما في الدين فلأن الناس كانوا في جاهلية وضلالة وأهل الكتابين كانوا في حيرة من أمر دينهم لطول مكثهم وإنقطاع تواترهم ووقوع الإختلاف في كتبهم فبعث الله محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) حين لم يكن لطالب الحق سبيل على الفوز والثواب فدعاهم إلى الحق وبين لهم سبيل الثواب (4) .

4.
لأنه أولى بنا نحن (المسلمون) من أنفسنا وأولادنا: قال عزوجل: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً } (الأحزاب:6). أي: أحقٌ فله أن يحكم فيهم بما يشاء قال أبن عباس" إذا دعاهم إلى شيء ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعته أولى من طاعة أنفسهم وهذا صحيح فإن أنفسهم تدعوهم إلى ما فيه هلاكم والرسول يدعوهم إلى ما فيه نجاتهم.
وفي البخاري من حديث عبدالله بن هشام قال: ((كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وسلم ) وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وسلم ) لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وسلم ) الْآنَ يَا عُمَرُ)). فنقتدي به كما أقتدى الصحابة به ( صلى الله عليه وسلم ) لأنه أولى بأنفسنا من نفسنا وأهلينا وأموالنا.

5.
لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من أنفسنا وليس بغريب علينا: فهو القريب إلينا فهو أولى بالمؤمنين من غيره وهو الأولى بالإقتداء فلم يكن من جنس آخر بل من بني جلدتنا بل من أشرافهم، وبلغتهم، وهذا الذي أمن الله به على المؤمنين فقال تعالى: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ } (التوبة:128). فنقتدي بمن هو منا ومن كان منا ويحمل هذه الصفات فهو جدير بأن يكون قدوتنا، حريص علينا، وهذه من صفات القائد حرصه على أتباعه وهي فيه، بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ، فالحرص على سمت القائد المستحق للتأسي به ورحمته xx تدعوا المتأمل لأتخاذ القدوة الحامل لهذه الصفات.

6.
لأن قدوتن صلى الله عليه وسلم معصوم عن الزلل والخطأ: فالأنبياء عليهم السلام هم أشرف الخلق وأزكاهم وأتقاهم لله وأخشاهم ومقامهم مقام الإصطفاء والإجتباء وواجب الخلق نحو هذا الصنف الرفيع المصطفى التأسي والإقتداء فنبينا معصوم والحمد لله والواجب أن نحفظ له هذا المقام وأن ننزه أنفسنا عن مد إليه يده ولسانه بالنقد والإتهام لأنه لا يتصور في حقه صلى الله عليه وسلم الخطأ في مقام الوحي والتبليغ. فهل يستحق النبي المعصوم أن يكون قدوتنا؟ . نعم واللع وذلك لأنه معصوم والعصمة لا تكون إلا للأنبياء قال تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } (الأنعام:89-90) .

7.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد بفضله غير المسلمين سابقيهم ولاحقيهم: فلما سأل هرقل (ملك الروم) أبا سفيان قال له وكان يومها مشركاً لم يسلم بعد قال له: هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال: أبو سفيان فقلت: لا وكان أبو سفيان إذ ذاك زعيم المشركين فقال له هرقل: فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم كثيرة ومنها ما قاله بعض منصفيهم: ولسنا نجد في التأريخ كله معلماً كمحمد ولقد ظل الإسلام بقيادة محمد يتزعم العالم كله في القوة والنظام وجميل الطباع والأخلاق وفي إرتفاع مستوى الحياة وفي التشريع الإنساني الرحيم والتسامح الديني والآداب والبحث العلمي ألخ) .

ويقول آخر: (أن البشرية لتفتخر بإنتساب ، رجل كمحمد إليها إذ أنه رغم أميته أستطاع قبل بضعة عشر قرنا أن يأتي بمنهج سنكون نحن أسعد نا نكون لو وصلنا إليه بعد كذا كذا سنة ) والفضل ما شهدت به الأعداء .
فيا أخوة الإيمان: لنعلنها مدوية:

يا هذه الدنيا أصيخي وأشهدي --- إنا بغير محمد لا نقتدي -------------------------------------------------------
اذا احبك الله جعل لك القبول في الارض ..
يقول الشيخ العريفي:
قبل عشر سنوات..
في ايام الربيع ...وفي ليلة بارده كنت في البر مع اصدقاء

تعطلت احدى السيارات ..فاضطررنا الى المبيت في العراء
.. اذكر انا اشعلنا نارًا تحلقنا حولها ...وما اجمل احاديث
الشتاء في دفيء النار ..طال مجلسنا فلاحظت أحد الأخوه انسل من بيننا..كان رجلا صالحا ..كانت له عبادات خفيه ...
كنت اراه يتوجه الى صلاة الجمعه مبكرا ..بل احيانا

وباب الجامع لم يفتح بعد..!!
قام واخذ اناءً من ماء..ضننت انه ذهب ليقضي حاجته ..
ابطأ علينا قمت اترقبه...فرأيته بعيدا عنا ..
قد لف جسده برداء من شدة البرد وهو ساجد على التراب ...
في ظلمة الليل ...وحده ..يتملق ربه ويتحبب اليه ..
.كان واضحًا انه يحب الله تعالى...واحسب أن الله يحبّه ايضًا...
ايقنت ان لهذه العبادة الخفيه ...عزاً في الدنيا قبل الأخره..
مضت السنوات ...واعرفه اليوم ...
قد وضع الله له القبول في الارض ..له مشاركات في الدعوه
وهداية الناس ...اذا مشى في السوق او المسجد...
رأيت الصغار قبل الكبار يتسابقون اليه.. مصافحين .. ومحببين ..
كم يتمنى الكثيرون من تجار ...
.وامراء ..ومشهورين ..ان ينالو في قلوب الناس مثل مانال..
ولكن هيهاااات...
(ان الذين يعملون الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا)
اي يجعل لهم محبةً في قلوب الخلق...
اذا احبك الله جعل لك القبول في الارض ...
قال صلى الله عليه وسلم :"ان الله اذا احب عبدًا نادى جبريل ..
فقال :اني قد احببت فلانًا فأحبه..
فيحبه جبريل..
ثم ينادي في اهل السماء:
أن الله يحب فلانًا فأحبوه ... فيحبه اهل السماء...
قال:ثم تنزل له المحبه في اهل الارض ..
فذلك قول الله تعالى :
(ان الذين امنو وعملو الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا)
واذا ابغض الله عبدًا..نادى جبريل :اني ابغضت فلانا فأبغضه ...
فيبغضه جبريل ..
ثم ينادي في اهل السماء:
ان الله يبغض فلانا فأبغضوه ..
فيبغضه اهل السماء ..ثم تنزل له البغضاء في الارض....
آآآآه ...ماأجمل ان تعيش على الارض
.. تأكل .. وتنام ..والله ينادي بأسمك
في السماء( اني احب فلانا فأحبوه )
والعباده الخفيه انواع ..منها:
الحفاظ على صلاة الليل ..
ولو ركعة واحده وترًا كل ليله...تصليها بعد العشاء
مباشره... او قبل ان تنام ..او قبل الفجر.. لتكتب عند الله من قوام الليل ...
قال صلى الله عليه وسلم :"
ان الله وتر يحب الوتر ..فأوتروا يـــاأهل القرأن"
ومنها
الاكثار من ذكر الله .. فأن من احب شيئًا اكثر من ذكره ....
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :
"الا انبئكم بخير اعمالكم .. وازكاها عند مليككم.. وارفعها في درجاتكم.. وخير لكم من اعطاء الذهب والفضه... وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربواأعناقهم ويضربوا اعناقكم ..؟ قالوا:بلى..وما ذاك يارسول الله ؟ قال ذكر الله عز وجل "
كان ابو بكر رضي الله عنه
اذا صلى الفجر خرج الى الصحراء .. فاحتبس فيها شيئًا يسيرًا..
ثم عاد الى المدينه ..فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه ...
فتبعه يومًا خفيةً بعدما صلى الفجر ...فأذا ابو بكريخرج من المدينه ويأتي خيمه قديمه في الصحراء .. فاختبأ له عمر خلف صخره...
فلبث ابو بكر في الخيمه شيئا يسيرا .ثم خرج ...
فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمه ... فأذا فيها امرأه ضعيفه عميــاء ...وعندها صبيه صغار ...
فسألها عمر :من هذا الذي يأتيكم ...
فقالت : لا اعرفه ..هذا رجل من المسلمين ..
يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا...
قال :فماذا يفعل ؟
قالت : يكنس بيتنا ..ويعجن عجيننا .. ويحلب داجننا ... ثم يخرج ..
فخرج عمر وهو يقول :
لقد اتعبت الخلفاء من بعدك ياابا بكر ...لقد اتعبت لخلفاء من بعدك يا ابا بكر...
وكان علي بن الحسين رضي الله عنهما يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل .
فيتصدق بها ... ويقول: ان صدقة السر تطفئ غضب الرب ...
فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد ..فقالو : هذا ظهر حمّال.. وما علمناه اشتغل حمالاً..فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينه ..من بيوت الارامل والايتام .. كان يأتيهم طعامهم بالليل..لايدرون من يحضره اليهم .. فعلموا انه هو الذي كان يحمل الطعام الى بيوتهم بالليل وينفق عليهم ..
وصام احد السلف عشرين سنة
..يصوم يومًا ويفطر يومًا ...وأهله لايدرون عنه..
كان له دكان يخرج اليه اذا طلعت الشمس ويأخذ معه
فطوره وغداءه...فاذا كان يوم صومه تصدق بالطعام ..
واذا كان يوم فطره اكله ..
نعم ... كانوا يستشعرون العبوديــــــه لله في جميع احوالهم ...
هم المتقون... والله يقول:
(ان للمتقين مفازا *حدائق واعنابا * وكواعب اترابا* وكأسا دهاقا * لايسمعون فيها لغوا ولا كذابا*جزاءمن ربك عطاءً حسابا )

-------------------------------------------------------
صور من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته-
الصورة الأولى :
جاء في صحيح البخاري في حديث الشفاعة العظمى عن أنس رضي الله عنه وفي الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم (فيأتوني ، فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، فيقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعط ، قال : فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وسمعته أيضا يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود فأستأذن على ربي في داره ، فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعط ، قال : فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، قال : ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وسمعته يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود الثالثة ، فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت له ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، قال : فأرفع رأسي ، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، قال : ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وقد سمعته يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن) . أي وجب عليه الخلود . قال : ثم تلا هذه الآية : {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} . قال : وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم .
الصورة الثانية ..
جاء عند البخاري أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة العظمى أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم (فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب ، أمتي يا رب ، فيقال : يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير ، أو : كما بين مكة وبصرى).
الصورة الثالثة ..
( قرأ صلى الله عليه وسلم يوماً قول اللـه فى إبراهيم: ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ ابراهيم: 36 ]
وقرأ قول اللـه فى عيسى:( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )[ المائدة: 118 ].
فبكى صلى الله عليه وسلم فأنزل اللـه إليه جبريل عليه السلام وقال: باجبريل سل محمد ما الذى يبكيك؟ - وهو أعلم-، فنزل جبريل وقال: ما يبكيك يا رسول اللـه؟ قال أمتي.. أمتي يا جبريل، فصعد جبريل إلى الملك الجليل. وقال: يبكى على أمته واللـه أعلم، فقال لجبريل: انزل إلى محمد وقل له إنا سنرضيك فى أمتك ) رواه مسلم .
الصورة الرابعة
قول النبي صلى الله عليه وسلم (لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها ، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة ) رواه البخاري .
الصورة الخامسة
أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأنزل الله : {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} . فقال الرجل : يا رسول الله ، ألي هذا ؟ قال : لجميع أمتي كلهم ) رواه البخاري .
الصورة السادسة
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لولا أن أشق على أمتي ، أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ) رواه البخاري .
الصورة السابعة
روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قوله ( خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال : (عرضت علي الأمم ، فجعل يمر النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان ، والنبي معه الرهط ، والنبي ليس معه أحد ، ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فرجوت أن يكون أمتي ، فقيل : هذا موسى وقومه ، ثم قيل لي : انظر ، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل لي : انظر هكذا وهكذا ، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل : هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب) . فتفرق الناس ولم يبين لهم ، فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ، ولكنا آمنا بالله ورسوله ، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (هم الذين لا يتطيرون ، ولا يسترقون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون) . فقام عكاشة بن محصن فقال : أمنهم أنا يا رسول الله ؟ قال : (نعم) . فقام آخر فقال : أمنهم أنا ؟ فقال : (سبقك بها عكاشة) .
الصورة الثامنة ..
جاء في حديث الإسراء والمعراج الطويل ..قال النبي صلى الله عليه وسلم : ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام . قال ابن حزم وأنس بن مالك : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ففرض الله على أمتي خمسين صلاة ، فرجعت بذلك ، حتى مررت على موسى ، فقال : ما فرض الله لك على أمتك ؟ قلت : فرض خمسين صلاة ، قال : فارجع إلى ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعني فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى ، قلت : وضع شطرها ، فقال : راجع ربك ، فإن أمتك لا تطيق ، فراجعت فوضع شطرها ، فرجعت إليه ، فقال ارجع إلى ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعته ، فقال : هي خمس ، وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي ، فرجعت إلى موسى ، فقال : راجع ربك ، فقلت : استحييت من ربي ، ثم انطلق بي ، حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى ، وغشيها ألوان لا أدري ما هي ، ثم أدخلت الجنة ، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك .رواه البخاري .
الصورة التاسعة ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول "سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه" . قالت فقلت : يا رسول الله ! أراك تكثر من قول "سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ؟ " فقال "خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي . فإذا رأيتها أكثرت من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه . فقد رأيتها . إذا جاء نصر الله والفتح . فتح مكة . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" . رواه مسلم .
الصورة العاشرة ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : يا رسول الله ! من قتل في سبيل الله فهو شهيد . قال : إن شهداء أمتي إذا لقليل ، قالوا : فمن هم ؟ يا رسول الله ! قال : من قتل في سبيل الله فهو شهيد . ومن مات في سبيل الله فهو شهيد . ومن مات في الطاعون فهو شهيد . ومن مات في البطن فهو شهيد . قال ابن مقسم : أشهد على أبيك ، في هذا الحديث ؛ أنه قال : والغريق شهيد . وفي رواية : قال عبيدالله بن مقسم : أشهد على أخيك أنه زاد في هذا الحديث : ومن غرق فهو شهيد . وفي رواية : زاد فيه : والغرق شهيد ) رواه مسلم .
الصورة الحادية عشرة ..
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم ، عرف ذلك في وجهه ، وأقبل وأدبر . فإذا مطرت ، سر به ، وذهب عنه ذلك . قالت عائشة : فسألته . فقال : "إني خشيت أن يكون عذابا سلطا على أمتي" . ويقول ، إذا رأى المطر "رحمه" . ) رواه مسلم .
الصورة الثانية عشرة ..
عن عبدالله بن عمر ؛ قال : ( مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة . فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده . فلا ندري أشيء شغله في أهله أو غير ذلك . فقال حين خرج إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم . ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة ثم أمر المؤذن فأقام الصلاة وصلى ) رواه مسلم
الصورة الثالثة عشرة ..
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية . حتى إذا مر بمسجد بني معاوية ، دخل فركع فيه ركعتين . وصلينا معه . ودعا ربه طويلا . ثم انصرف إلينا . فقال صلى الله عليه وسلم "سألت ربي ثلاثا . فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة . سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها . وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها . وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" . وفي رواية : أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه . فمر بمسجد بني معاوية( . رواه مسلم .
الصورة الرابع عشرة ..
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار . قال فأتاه جبريل عليه السلام . فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف . فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته . وإن أمتي لا تطيق ذلك" . ثم أتاه الثانية . فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين . فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته . وإن أمتي لا تطيق ذلك" . ثم جاءه الثالثة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف . فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته . وإن أمتي لا تطيق ذلك" . ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف . فأيما حرف قرءوا عليه ، فقد أصابوا .رواه مسلم .

 ----------------------------

اسرار  اية  الكرسي
بها خمسون كلمة، وفي كل كلمة خمسون بركة
وهي تعادل ثلث القرآن
هي آية جمعت أكثر من 17 إسم من أسماء الله الحسنى
متى نزلت ؟
نزلت ليلاً
ولما نزلت خرّ كل صنم في الدنيا
وخر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رؤوسهم
وهربت الشياطين
لماذا سُمِّيت آية الكرسي ؟
الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك
وهي الدّالة على الألهية المطلقة
رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه (العليّ العظيم)
وهي ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها...
ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة
ماذا قال عنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟
(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ)
لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ
فضل آية الكرسي
هذه آية أنزلها الله جلّ ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً وآجلاً
فأمّا في العاجل
لمن قرأها في زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان
لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه
و هي لمن قرأها...
في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهمالكوابيس والأحلام المزعجة
أما في الآجل
لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام
------------
( الله )

هو اسم الذات العليا ويقال إنه الاسم الأعظم
وكل الأسماء تابعه إليه على سبيل الوصف (ولله الأسماء الحسنى)
اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه
( لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ )
هي شهادة منا بالتوحيد الخالص ومحلها القلب
ولقد أرسل الله جميع الأنبياء عليهم السلام برسالة التوحيد
جاء النفي في الأول حتى نتخلى عن الكفر والشرك وننظف قلبنا من جميع الآفات لكي توضع كلمة اللهعلى أساس صحيح طاهر خالٍ من الدنس
كل حركة في الحياة تؤدي إلى عمار الأرض فهي عبادة والإيمان القوى يثبت أقوال المؤمن وأفعاله فلاتهتز بعد ذلك مع تقلبات الحياة
---------------

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم ارحم المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
روائح الحياة
رائـــع : أن تساعد الآخرين بدون مصالح
الأروع : أن تجعل نية المساعدة نيل الأجر من الله

رائـــع : أن تبتسم في وجه أخيك المسلم
الأروع : أن تسال عن حاله وأحواله قد يكون في ضيق ويحتاج لمن يواسيه

رائـــع : مراعات ظروف الآخرين وعدم إساءة الظن على أخطاءهم
الأروع : أن تسامحهم ولاتتصيد الأخطاء وترد السيئة بالحسنة سترى الخير كله

رائـــع : أن تنشر الابتسامة على المحيطين بك
الأروع : أن تكون الابتسامة دون تجريح المشاعر وتصيد العيوب

رائـــع : أن تدعو الناس إلى الله
الأروع : أن تنشر أو تصور مواضيع بين الناس لزيادة الفائدة

رائـــع : أن تعلم الناس أهداف سامية في حياتهم
الأروع : أن تكون قدوة في إتباع هذه الأهداف السامية

رائـــع : أن تكون في قلوب المحيطين بك
الأروع : أن يكون لك اجر الاقتداء بك في الآخر بالأعمال الصالحة التي تنادى بها

رائـــع : أن تشعر بسعادة لسعادة الآخرين
الأروع : أن تكون سببا في سعادتهم

رائـــع : أن ترى طفلا سعيدا
الأروع : أن تكون سببا في سعادته بحلوى أو ابتسامة أو حنان أو إمداده بالأمان الذي يفتقده

رائـــع : أن تدل مريضا إلى مكان الكشف في العيادة
الأروع : أن تسهل عليه كل سبل الراحة إذا كان بإمكانك لنيل الأجر من الله

رائـــع : أن ترد جمايل الوالدين وتسعدهم بوجودك
الأروع : أن تبدع في تدليلهم بأفكار رائعة تسعد قلوبهم وتشعرهم بانك بجانبهم

رائـــع : أن تشعر بمحبة الآخرين لك
الأروع : إسعادهم في إمداد يد العون لهم

رائـــع : نشر السلام بين المحيطين بك
الأروع : الابتسامة والسؤال الصادق مع السلام الحار بالكفين .... لن ينسوا كرمك وحنانك

رائــــع: أن تشعرهم بحنانك وصدق مشاعرك
الأروع : أن تجعل كل واحد من المحيطين يظن هو الأهم عندك

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

دروس في الحب
 
دروس في الحب

جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم وسألهم مبتدأ

أبي بكر

ماذا تحب من الدنيا ؟
فقال ابي بكر ( رضي الله عنه) أحب من الدنيا ثلاث

الجلوس بين يديك – والنظر اليك – وإنفاق مالي عليك

وانت يا عمر ؟

قال احب ثلاث:

امر بالمعروف ولو كان سرا – ونهي عن المنكر ولو كان جهرا – وقول الحق ولو كان مرا

وانت يا عثمان ؟
:قال احب ثلاث

اطعام الطعام – وافشاء السلام – والصلاة باليل والناس نيام

وانت يا علي ؟

قال احب ثلاث:

اكرام الضيف – الصوم بالصيف - وضرب العدو بالسيف

ثم سأل أبا ذر الغفاري:

وأنت يا أبا ذر: ماذا تحب في الدنيا ؟

قال أبو ذر :أحب في الدنيا ثلاث

الجوع؛ المرض؛ والموت

فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): ولم؟

فقال أبو ذر
أحب الجوع ليرق قلبي؛ وأحب المرض ليخف ذنبي؛ وأحب الموت لألقى ربي

فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) حبب إلى من دنياكم ثلاث

الطيب؛ والنساء؛ وجعلت قرة عيني في الصلاة

وحينئذ تنزل جبريل عليه السلام وأقرأهم السلام وقال: وانأ أحب من دنياكم ثلاث

تبليغ الرسالة؛ وأداء الأمانة؛ وحب المساكين؛

ثم صعد إلى السماء وتنزل مرة أخرى؛ وقال : الله عز وجل يقرؤكم السلام ويقول: انه يحب من دنياكم ثلاث

لساناً ذاكراً ؛و قلباً خاشعاً ؛
و جسداً على البلاءِ صابراً

سبحان الله وبحمده ،،، سبحان الله العظيم