مرور 21 عاماً من عمر الجمهورية اليمنية لاتقاس من عمر الشعوب ولكنها بالنسبة للشعب اليمني تعني له تاريخ طويل نظراً لما عاناه في الماضي من ويلات ومآسي التشطير.. وان كان لايقدر نعمة الوحدة وعظمتها إلاَّ من اكتوى بنار التشتت والفرقة.. والشعب اليمني هو اكثر الشعوب العربية ان لم يكن الوحيد من بينها الذي واجه خلال العهد التشطيري من الآلام مالايتحمله اي شعب آخر..
حيث لم تقتصر معاناة ابنائه من جراء الانقسامات والاختلافات السياسية وماترتب عليها من تبعات ارهقت اقتصاد الشطرين فيما كان يعرف بالشمال والجنوب.. وانما اكثر المعاناة كانت تأتي حينما كانت تندلع الحروب بين الشطرين فيذهب ضحيتها ابناء الاسرة الواحدة التي تشطرت هي الاخرى فأصبح الإبن يحارب ابيه وابن العم يحارب عمه وهكذا.. اضافة الى انعدام الثقة التي سادت خلال فترة التشطير حيث كان الشك هو القاسم المشترك بين الجانبين.. وكان كل جانب له حساباته الخاصة ضد الآخر.. الأمر الذي جعل الحياة حينها تبدو وكأنها جحيم لايطاق.
ولأن الله سبحانه وتعالى قد اراد لأبناء الشعب اليمني ان يخرجوا من محنتهم رحمة بهم فقد قيض الله لهم رجلاً ذا شخصية كارزمية لايعرف الحقد ولا البغضاء.. وانما امتلأ قلبه حباً لشعبه ومن خلال تجربته في الميدان عرف كيف يسير الأمور بحكمة ليصل في النهاية الى تحقيق الهدف الذي ظل يحلم به ابناء الشعب اليمني سنوات طويلة.. هذا الرجل الحكيم هو الرئيس علي عبدالله صالح الذي وصفه الأديب والشاعر الكبير المرحوم عبدالله البردوني بأنه جاء من انقى الشرائح الشعبية.. وهو الوحيد الذي حكم اليمن في تاريخها الحديث من بعد قيام الثورة اليمنية المباركة «سبتمبر واكتوبر» بطريقة سلمية وديمقراطية منذ أول يوم وصل فيه الى السلطة عن طريق الانتخاب ولم يأت على ظهر دبابة ليقود انقلاباً عسكرياً كما فعل اسلافه ومن خلال الطريقة السلمية التي جاء بها الى سدة الحكم في 17 يوليو عام 78م تفاءل ابناء الشعب اليمني خيراً لأنهم ادركوا منذ الوهلة الأولى ومن خلال تعامله بدراية مع مختلف القضايا التي كان الشعب اليمني يئن من وطأتها بأنه الأمل الذي يمكن ان تتحقق على يديه احلام اليمنيين بالرغم من تشكيك البعض في عدم قدرته على تحقيقها قياساً بما كان يحدث في الفترات السابقة حيث كان يأتي الزعيم او القائد سواء في الشمال او الجنوب لا ليعمل من اجل مصلحة الوطن والشعب بقدر ماكان يتم التركيز وتسخير الإمكانيات لتصفية الخصوم أو من يتم الاختلاف معهم سياسياً.
وعندما جاء هذا الزعيم الوطني ليكسر هذه القاعدة ويفتح صفحة العفو والتسامح استبشر ابناء الشعب اليمني خيراً بقدومه فوقفوا الى جانبه مؤيدين لكل خطوة يخطوها.. وبفضل مايتمتع به من دراية وحكمة استطاع ان يغلق كل ملفات الماضي وينطلق نحو أفق جديد اكسبه ثقة كل ابناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب فتحققت على يديه أعظم المنجزات وفي مقدمتها إعادة تحقيق الوحدة التي يعيش الجميع اليوم في ظل رايتها آمنين ومطمئنين لايخشون زوار الفجر مهما كانت رؤاهم مخالفة للتوجه العام.
بقلم ياسرالعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق