مملكة سباء وقصة سيل العرم إن مملكة سباء من الممالك القديمة في بلاد اليمن وكانت الموطن الاول والاساس لقبائل
الازد حيث كانوا يسكنون مدينة مأرب .
وقدتأسست دولة سباء الاولى في حوالي سنة (1500 ق .م) (1)
وأسمها مأخوذ من إسم مؤسسها الاول وهوسباء وإسمة .
(عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان ). (2)
وكان السبب في تسميتة بسباء * أنة عندما أسس دولتة دولة سباء الاولى * غزا بابل
وأرمينية
ومصر والمغرب وغيرها من البلدان وقتل من الامم من قتل وسباالذراري والاموال ولهذا
السبب سمي (بسباء ) وقد حكم دولة سباء (484) عاماَ .
وكان من إصلاحاتة وأعمالة الاجتماعية * أن أمر ببناء سد مأرب الذي جعل بلاد سبأ * من
أخصب الاراضي ذلك الحين.
قال العمروي في كتابة إقليم عسير : وقد بني سد مآرب على مراحل ثلاث .بدأت أولها
في سنة (1100ق .م ) وانتهى في حوالي سنة (722 ق .م ) تقريباَ *
وقد أكمل عمارتة وتشييدة مكارب سبأ وإسمة (سََمه علي ) وابناؤه * وقد اتخذ من
صرواح عاصمة لدولتة في ذلك العام . (أنتهى كلامة ) *
ثم خلفة ولدة حمير فسميت بمملكة حمير * غير أن الله سبحانة وتعالى ذكرها في
القرآن بمملكة سبأ* لأن الحكم المشهور على الالسنة والمتعارف علية أنها مملكة سبأ . (3)
أمادولة سبأالثانية *فقد تأسست بوجود ملكة سبأ(بلقيس) وذلك فيماقبل سنة (620ق.م) والتي أسلمت مع
سليمان عليه السلام.
وقدأخبرالله عن قصتها مع سليمان في آيات بينات من سورة النمل * وذكر سبحانه قصتهم وما نزل بهم
في سورة جعلها بإسمهم وهي سورة سبأ . (1)
- أما عن قصة سيل العرم فقدكانت مأرب تعيش في نعم لاتعد ولاتحصى وفي معنى قوله سبحانه :
(آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ) أخرجه الطبري بسنده* عن قتادة وأبن زيد .
فأماقول قتادةفهو:
(( كانت جنتان بين جبلين فكانت المرأة تخرج بمكتلها على رأسها فتمشي بين جبلين فيمتلئ مكتلها ومامست بيدها *فلما طغوابعث الله عليهم دابة يقال لها (جرذ)فنقبت عليهم فغرقتهم فما بقى لهم إلاأيل وشئ من سدرقليل )).(2)
- وأما روايةإبن زيد فقال : ((لم يكن يرى في قريتهم بعوض قط *ولاذباب ولابرغوث ولاعقرب
ولاحية *وإن الركب ليأتون وفي ثيابهم القمل والدواب فماهم إلاينظرواإلى بيوتهم فتموت الدواب وإن كان الإنسان ليدخل الجنتين فيمسك القفة على رأسه فيخرج حيث يخرج وقدإمتلأت تلك القفة من أنواع الفاكهة *ولم يتناول منها شيئا بيده والسد يسقيها )).(
ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يغير على مأرب وأهلها حالهم بعدعتوهم وبطرهم وإعراضهم *فأبدلهم أمنهم خوفا ورغدالعيش جوعا وخصب الأرض جدبا ومروجها وأنهارها غورا وجناها جدبا وجفافا.
وذلك فيما أخبرالله سبحانه وتعالى عنهم في قوله تعالى :
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }(15) (16) سورة سبأ
وفي معنى قوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ) (16) سورة سبأ
أخرجه الطبري في تفسير ه عن قتادة قال:
(( لما ترك القوم امرالله بعث الله عليهم جرذايسمى (الخلد)فنقبه من أسفله حتى غرق به جناتهم وخرب به أرضهم عقوبة بأعمالهم )). (1)
وقد خرب سد مأرب في عهد عمرو بن عامر وكان هو صاحب الملك في ذلك الزمان * ذكر المسعودي القصة في كتابه ومن ذلك قوله :
((إن الكاهنة (طريفة) جاءت إلى الملك عمروبن العاص وهي تندب وتستنجدوتقول : لها وللملك الويل مما يجيئ به السيل فألقى عمرونفسه على الفراش وهويقول : ماهذا ياطريفة ؟
قالت: هو خطب جليل وحزن طويل وخلق قليل والقليل خيرمن تركه.
قال عمرو:وما علامة ذلك؟
قالت: تذهب إلى السد فإذارأيت جرذا يكتربيديه في السفرالحفرويقلب بوحليه من الجبل الصخر * فأعلم أن النقر عقدوأنه وقع الامر(2)*
قال : وماهذا الأمر الذي يقع؟
قالت : وعدمن الله نزل وباطل بطل ونكال بنا نزل فبغيرك ياعمرو فليكن الثكل .
فأنطلق عمرو إلى السد يحرسه فإذا الجرذ يقلب برحليه صخرة ما يقلبها خمسون رجلا * فرجع إلى طريقه فأخبرها الخبروهويقول :
أبصرت أمرا عادني منه ألم وهاج لي من هوله برح السقم
من جرذكفحل خنزيرالاجم أو تيس مرج من أفاريق الغنم
يسحب صخرا من جلاميد العرم له مخاليب وأنياب قضم
مافاته سحلا من الصخر قضم كأنما يرعى حظيرا من سلم
فكتم عمرو ذلك وأخفاه وأجمع أن يبيع كل شئ له بأرض سبأ ويخرج منها هو وولده .
ثم خشي أن يستنكرالناس أمره * فصنع طعاما وأمر بإبل فنحرت وبغنم فذبحت * وصنع طعاما واسعا ثم بعث إلى أهل مأرب : أن عمرا صنع يوم مجد وذكر فاحضروا طعامه * ثم دعا إبنا له يقال له : مالك وطلب منه أن ينازعه الحديث * وقال له:أفعل بي مثل ماأفعله بك وهولطمةعلى وجهه – فلما جلس الناس * تنازع الولد وأبوه عمرو الحديث * فلطم الأب الولد فلطم الولد أباه * عند ذلك قام عمرو وصاح وهويقول : واذلاه!
يوم فخر عمرو ومجدة يضرب وجهه صبي * بعد ذلك قال عمرو : والله لاأقيم ببلد صنع هذا بي فيه * ولأبيعن عقاري وأموالي ثم فعل ذلك وفعل والأقربون مثله * وفي ذلك يقول حاجز الأزدي :
يارب لطمة غدرسخنت بها بكف عمرو والتي بالغدري قد غرقت (1)
وبهذا تفرقت الازد من جبل عمان في شرق الجزيرة الى العراق والشام والمدينة ومكة وجبال السروات .
ومما سبق حول قصة سيل العرم وهجرة قبائل مأرب يقول الشيخ حمد الجاسر :
((فأنت ترى من هذه النصوص أن المتقدمين من المؤرخين وهم لاخرجون عما نقلنا يكادون يعللون خروج كل القبائل القحطانية من اليمن بخراب السد ، ويجعلونهم كلهم من أهل مأرب .
وانتقال تلك القبائل أو جلها من اليمن أمر معقول ومقبول ، ولكن كونها انتقلت إثر خراب السد أمر مشكوك فيه ، ذلك أن المتقدمين يؤرخون حادثة الخراب بأنها في عصر الملك الفارسي دارا يهمن ، ودارا هذا – هو الذي غزاه الاسكندر الكبير في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد والادلة التاريخية والنقوش التي عثر عليها
في امكنة كثيرة في جنوب الجزيرة وشمالها وفي أمكنة أخرى خارجها ، تدل على إنتشار كثير من تلك القبائل التي ورد ذكرها خارج اليمن قبل سيل العرم وليس من المعقول أيضاً أن تلك الرقعة الصغيرة من الارض ،وهي مأرب تتسع لعدد كبير لعدد كبير من السكان يتكون من قبائل .
والامر الذي لاريب فيه ، ان إنتقال تلك القبائل كان في فترات متفرقة . وفي ازمان متباعدة فعندما تضيق البلاد بسكانها ينتقل قسم منهم بحثاً عن بلاد تلائم حياتهم )). (1)
وليس ببعيد أيضاً ماذكره ابي سعيد العمروي حول قصة سيل العرم وهجرة قبائل مأرب فيقول :
(( إن النص القرآني يثبت ان الامم التي هاجرت بأسباب السد هم الازد فقط.
كما أن الواقع الجغرافي يثبن ان أنمار بن الغوث – وهم خثعم وبجيلة – كانوا يسكنون جبال السروات من أبها الى الباحة ، فلما جائت الازد بعد السد حلت السراة مع خثعم وبجيلة كما هو الوضع غي عصرنا الحاضر والله اعلم)).(2)
وبما أننا نتحدث هنا عن بنو بارق فبارق قبيلة من قبائل الازد المهاجرة من مأرب وأضم رأيي الى رأي الاستاذ / حمد الجاسر والاستاذ / العمروي فأقول :
إن القبائل المهاجرة بسبب السد هي قبائل الازد فقط وليس أدلُ على ذلك من قصيدة الشاعر جماعة البارقي
والتي قالها عندما خرجت قبائل الازد من مأرب والتي يقول فيها :
حلت الازد بعد مأربها الغور فارض الحجاز فالســــــــروات
ومضت منهم كتائب صدق م نجدات تـخـوض عـرض الـفلاة
هل تـرى اليوم بلاد سـوانا من ملوك وســــــــادة وولاة
الازد حيث كانوا يسكنون مدينة مأرب .
وقدتأسست دولة سباء الاولى في حوالي سنة (1500 ق .م) (1)
وأسمها مأخوذ من إسم مؤسسها الاول وهوسباء وإسمة .
(عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان ). (2)
وكان السبب في تسميتة بسباء * أنة عندما أسس دولتة دولة سباء الاولى * غزا بابل
وأرمينية
ومصر والمغرب وغيرها من البلدان وقتل من الامم من قتل وسباالذراري والاموال ولهذا
السبب سمي (بسباء ) وقد حكم دولة سباء (484) عاماَ .
وكان من إصلاحاتة وأعمالة الاجتماعية * أن أمر ببناء سد مأرب الذي جعل بلاد سبأ * من
أخصب الاراضي ذلك الحين.
قال العمروي في كتابة إقليم عسير : وقد بني سد مآرب على مراحل ثلاث .بدأت أولها
في سنة (1100ق .م ) وانتهى في حوالي سنة (722 ق .م ) تقريباَ *
وقد أكمل عمارتة وتشييدة مكارب سبأ وإسمة (سََمه علي ) وابناؤه * وقد اتخذ من
صرواح عاصمة لدولتة في ذلك العام . (أنتهى كلامة ) *
ثم خلفة ولدة حمير فسميت بمملكة حمير * غير أن الله سبحانة وتعالى ذكرها في
القرآن بمملكة سبأ* لأن الحكم المشهور على الالسنة والمتعارف علية أنها مملكة سبأ . (3)
أمادولة سبأالثانية *فقد تأسست بوجود ملكة سبأ(بلقيس) وذلك فيماقبل سنة (620ق.م) والتي أسلمت مع
سليمان عليه السلام.
وقدأخبرالله عن قصتها مع سليمان في آيات بينات من سورة النمل * وذكر سبحانه قصتهم وما نزل بهم
في سورة جعلها بإسمهم وهي سورة سبأ . (1)
- أما عن قصة سيل العرم فقدكانت مأرب تعيش في نعم لاتعد ولاتحصى وفي معنى قوله سبحانه :
(آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ) أخرجه الطبري بسنده* عن قتادة وأبن زيد .
فأماقول قتادةفهو:
(( كانت جنتان بين جبلين فكانت المرأة تخرج بمكتلها على رأسها فتمشي بين جبلين فيمتلئ مكتلها ومامست بيدها *فلما طغوابعث الله عليهم دابة يقال لها (جرذ)فنقبت عليهم فغرقتهم فما بقى لهم إلاأيل وشئ من سدرقليل )).(2)
- وأما روايةإبن زيد فقال : ((لم يكن يرى في قريتهم بعوض قط *ولاذباب ولابرغوث ولاعقرب
ولاحية *وإن الركب ليأتون وفي ثيابهم القمل والدواب فماهم إلاينظرواإلى بيوتهم فتموت الدواب وإن كان الإنسان ليدخل الجنتين فيمسك القفة على رأسه فيخرج حيث يخرج وقدإمتلأت تلك القفة من أنواع الفاكهة *ولم يتناول منها شيئا بيده والسد يسقيها )).(
ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يغير على مأرب وأهلها حالهم بعدعتوهم وبطرهم وإعراضهم *فأبدلهم أمنهم خوفا ورغدالعيش جوعا وخصب الأرض جدبا ومروجها وأنهارها غورا وجناها جدبا وجفافا.
وذلك فيما أخبرالله سبحانه وتعالى عنهم في قوله تعالى :
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }(15) (16) سورة سبأ
وفي معنى قوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ) (16) سورة سبأ
أخرجه الطبري في تفسير ه عن قتادة قال:
(( لما ترك القوم امرالله بعث الله عليهم جرذايسمى (الخلد)فنقبه من أسفله حتى غرق به جناتهم وخرب به أرضهم عقوبة بأعمالهم )). (1)
وقد خرب سد مأرب في عهد عمرو بن عامر وكان هو صاحب الملك في ذلك الزمان * ذكر المسعودي القصة في كتابه ومن ذلك قوله :
((إن الكاهنة (طريفة) جاءت إلى الملك عمروبن العاص وهي تندب وتستنجدوتقول : لها وللملك الويل مما يجيئ به السيل فألقى عمرونفسه على الفراش وهويقول : ماهذا ياطريفة ؟
قالت: هو خطب جليل وحزن طويل وخلق قليل والقليل خيرمن تركه.
قال عمرو:وما علامة ذلك؟
قالت: تذهب إلى السد فإذارأيت جرذا يكتربيديه في السفرالحفرويقلب بوحليه من الجبل الصخر * فأعلم أن النقر عقدوأنه وقع الامر(2)*
قال : وماهذا الأمر الذي يقع؟
قالت : وعدمن الله نزل وباطل بطل ونكال بنا نزل فبغيرك ياعمرو فليكن الثكل .
فأنطلق عمرو إلى السد يحرسه فإذا الجرذ يقلب برحليه صخرة ما يقلبها خمسون رجلا * فرجع إلى طريقه فأخبرها الخبروهويقول :
أبصرت أمرا عادني منه ألم وهاج لي من هوله برح السقم
من جرذكفحل خنزيرالاجم أو تيس مرج من أفاريق الغنم
يسحب صخرا من جلاميد العرم له مخاليب وأنياب قضم
مافاته سحلا من الصخر قضم كأنما يرعى حظيرا من سلم
فكتم عمرو ذلك وأخفاه وأجمع أن يبيع كل شئ له بأرض سبأ ويخرج منها هو وولده .
ثم خشي أن يستنكرالناس أمره * فصنع طعاما وأمر بإبل فنحرت وبغنم فذبحت * وصنع طعاما واسعا ثم بعث إلى أهل مأرب : أن عمرا صنع يوم مجد وذكر فاحضروا طعامه * ثم دعا إبنا له يقال له : مالك وطلب منه أن ينازعه الحديث * وقال له:أفعل بي مثل ماأفعله بك وهولطمةعلى وجهه – فلما جلس الناس * تنازع الولد وأبوه عمرو الحديث * فلطم الأب الولد فلطم الولد أباه * عند ذلك قام عمرو وصاح وهويقول : واذلاه!
يوم فخر عمرو ومجدة يضرب وجهه صبي * بعد ذلك قال عمرو : والله لاأقيم ببلد صنع هذا بي فيه * ولأبيعن عقاري وأموالي ثم فعل ذلك وفعل والأقربون مثله * وفي ذلك يقول حاجز الأزدي :
يارب لطمة غدرسخنت بها بكف عمرو والتي بالغدري قد غرقت (1)
وبهذا تفرقت الازد من جبل عمان في شرق الجزيرة الى العراق والشام والمدينة ومكة وجبال السروات .
ومما سبق حول قصة سيل العرم وهجرة قبائل مأرب يقول الشيخ حمد الجاسر :
((فأنت ترى من هذه النصوص أن المتقدمين من المؤرخين وهم لاخرجون عما نقلنا يكادون يعللون خروج كل القبائل القحطانية من اليمن بخراب السد ، ويجعلونهم كلهم من أهل مأرب .
وانتقال تلك القبائل أو جلها من اليمن أمر معقول ومقبول ، ولكن كونها انتقلت إثر خراب السد أمر مشكوك فيه ، ذلك أن المتقدمين يؤرخون حادثة الخراب بأنها في عصر الملك الفارسي دارا يهمن ، ودارا هذا – هو الذي غزاه الاسكندر الكبير في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد والادلة التاريخية والنقوش التي عثر عليها
في امكنة كثيرة في جنوب الجزيرة وشمالها وفي أمكنة أخرى خارجها ، تدل على إنتشار كثير من تلك القبائل التي ورد ذكرها خارج اليمن قبل سيل العرم وليس من المعقول أيضاً أن تلك الرقعة الصغيرة من الارض ،وهي مأرب تتسع لعدد كبير لعدد كبير من السكان يتكون من قبائل .
والامر الذي لاريب فيه ، ان إنتقال تلك القبائل كان في فترات متفرقة . وفي ازمان متباعدة فعندما تضيق البلاد بسكانها ينتقل قسم منهم بحثاً عن بلاد تلائم حياتهم )). (1)
وليس ببعيد أيضاً ماذكره ابي سعيد العمروي حول قصة سيل العرم وهجرة قبائل مأرب فيقول :
(( إن النص القرآني يثبت ان الامم التي هاجرت بأسباب السد هم الازد فقط.
كما أن الواقع الجغرافي يثبن ان أنمار بن الغوث – وهم خثعم وبجيلة – كانوا يسكنون جبال السروات من أبها الى الباحة ، فلما جائت الازد بعد السد حلت السراة مع خثعم وبجيلة كما هو الوضع غي عصرنا الحاضر والله اعلم)).(2)
وبما أننا نتحدث هنا عن بنو بارق فبارق قبيلة من قبائل الازد المهاجرة من مأرب وأضم رأيي الى رأي الاستاذ / حمد الجاسر والاستاذ / العمروي فأقول :
إن القبائل المهاجرة بسبب السد هي قبائل الازد فقط وليس أدلُ على ذلك من قصيدة الشاعر جماعة البارقي
والتي قالها عندما خرجت قبائل الازد من مأرب والتي يقول فيها :
حلت الازد بعد مأربها الغور فارض الحجاز فالســــــــروات
ومضت منهم كتائب صدق م نجدات تـخـوض عـرض الـفلاة
هل تـرى اليوم بلاد سـوانا من ملوك وســــــــادة وولاة
اليمن تاريخ وحضارة
ردحذفمشكور اخي الكريم
ردحذفمشكوووور
ردحذفاستفدنااا حيييل